عمل السّوريون كتجار بشكل أساسي، لكن عند وصولهم، عملوا كباعة متجولين، فتطلب التجول رأس مال محدود (حصلوا على سلع بالدين)، وقليل من الإنجليزية، وكان كل بائع متجول يعمل لحسابه الخاص. قسّم السّوريون المتجولين إلى نوعين: بائعي الكشة (المتفرقات الصغيرة) وبائعي الجزدان الحرير. وتضمنت الكشة بعض البضائع الصّغيرة الجافة مثل الشفرات وطوق السليلويد والياقات والأصفاد القابلة للفصل والإبرة والخيط ومناشف المطبخ وأربطة الحذاء وكذلك بعض حلى الأرض المقدسة مثل المسابح. وباعت النساء من قسم الكشة الأطواق وأساور من الدانتيل ولوازم خياطة ومجوهرات رخيصة وعطر وصابون وحلي الأرض المقدسة.
طور الباعة المتجولون من قسم جزدان حرير، فحملوا بضائع فاخرة أو تركية، مثل المطرزات والأقمشة الدمشقية والمنسوجات والأربطة والأشياء الغريبة الصغيرة مثل الخناجر الدمشقية. وعند التوقف في فنادق المنتجعات حول ولاية نيويورك، باعت "سيدات الطريق" سلعًا فاخرة لنزلاء الفندق الآخرين. كان الباعة المتجولون يتنقلون من منزل إلى باب في جزء راقٍ من المدينة خلال النهار ويعودون إلى منازلهم ليلاً، لكن الباعة المتجولين لمسافات طويلة يغادرون المدينة لأسابيع حاملين ما في وسعهم، على أن يحصلوا على مخزون جديد من موّردهم في نيويورك في مستودع السّكك الحديدية المحلية.
في معظم الأحيان، استمر الرجال الذين أصبحوا موردين ببيع نفس الأغراض التي باعوها سابقًا، ولكن على نطاق أوسع، فلم يقتصر عملهم مع التجار السوريين فقط بل مع تجار التجزئة أيضًا في جميع أنحاء المدينة. واستخدم تجار الاستيراد والتصدير شبكة عالمية من جهات الاتصال السورية لاستيراد البياضات والسلع التركية من الشرق الأوسط وأوروبا وتصدير البضائع الأمريكية إلى أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي أو أوروبا. وفي المبنى المكون من خمسة طوابق في شارع واشنطن 60-62، أنتجت ورش العمل السورية سلعًا قطنية، مثل الكيمونو القطني الذي ترتديه ملايين النساء كفساتين بالإضافة إلى الحمالات والسجائر والفرش.
أمّا الرجال الأقل طموحًا، فقد أنشأوا متاجر صغيرة للبيع بالتجزئة لخدمة السوريين الآخرين بشكل أساسي، كمحلات البقالة ومحلات الحلاقة وقاعات البلياردو والمنازل الداخلية والمطاعم.
لم يكن هناك نقص في المهنيين حتى في بدايات المستوطنة. فاعتنى عدد من الأطباء وعدد من الصيادلة وثلاث قابلات بمعظم الاحتياجات الصحية للمجتمع. وافتتح جورج فورزلي أول بنك عربي في عام 1897، لكنه انهار بعد ذلك بعامين فقط. لكن البنك الثاني، بنك فاعور في شارع واشنطن 81-85، استمر من عام 1906 حتى الكساد.
أكثر الذين أجادوا اللغة الإنجليزية كسبوا المال من خلال إلقاء محاضرات في الكنائس وجمعية الشبان المسيحيين وقاعات الحفلات الموسيقية في جميع أنحاء البلاد. أمّا من امتلك حسًا أدبيًا، فأسس صحيفة وطبع كتبًا تُباع بالاشتراك وقدّم طباعة تجارية لزيادة مردوده. وعملت مجموعة من الأطباء، وحاز معظمهم شهادات طبية من الكلية البروتستانتية.